رابعاً: يجب على المسلم مجاهدة نفسه ومثابرتها، وتقوية عزيمته، في ترك كل ما لا يعنيه، فإن النفس بطبعها أمارة بالسوء، وإن لم تشغل بالخير والأمور النافعة شغلت بالشر والأمور الباطلة. قال عمر بن عبدالعزيز: من عد كلامَه مِن عمله، قلَّ كلامه فيما لا ينفعه. وقال معروف الكرخي: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله تعالى. خامساً: يجب العلم بالأمور التي لا تعني ولا تعود بفائدة حتى يتجنبها العبد ويسلم من شرها وضررها الدنيوي والأخروي؛ كفضول الكلام في المجالس الخاصة والاجتماعات العامة، وتتبع عورات المسلمين والتفتيش عنها، والتجسس عليهم والتنصت على حواراتهم، والسؤال عن أحوال الناس وأمورهم الخاصة من غير سبب، وأيضاً التوسع في فضول المباحات من زينة الدنيا ومتاعها والمبالغة في ذلك. والتساهل في نقل الأخبار والإشاعات والقصص الكاذبة، وغير ذلك من الأمور الضارة. سادساً: يجب معرفة الأمور الواجبة التي ينبغي الاهتمام والعناية بها مما دل عليه الشرع الحنيف، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصيحة المسلمين، والدعوة إلى الله بالأسلوب الحسن، وتربية الأولاد وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والأعمال المحرمة، والحرص على مصالح المسلمين العامة والخاصة، وغير ذلك مما وجه إليه الشارع الحكيم.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الانشِغالِ بما يَنفَعُ ويُفيدُ في الدِّينِ والدُّنيا.
بيان أنّ تدخّل المرء في شؤون غيره قد يؤدّي به إلى سماع ما يؤذيه من الناس الذين قد تدخّل في شؤونهم وهو لا يعلم عنها شيئًا. بيان أنّ تدخّل المرء في شؤون غيره فيه ضياع للوقت والجهد، بل على المؤمن أن يُعرِضَ عمّا كل ما لا ينفعه في دينه ودنياه. المراجع [+] ↑ "أنواع الحديث ومعنى: المتواتر والحسن... والفرق بين السند والمتن" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف. ↑ "الديباج المذهب في مصطلح الحديث" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف. ↑ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث ، صفحة 268. بتصرّف. ^ أ ب ت ث رواه النووي، في الأذكار، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:502، حديث حسن. ↑ "ضوابط الاحتجاج بالحديث الحسن والصحيح لغيره" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-23. بتصرّف. ^ أ ب ت "تخريج حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-24. بتصرّف. ↑ "اترك ما لا يعنيك" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-24. بتصرّف.